ثالثا: أقوال في علامات الساعة والقيامة
  ١١ - كان المسيح # إذا ذكر الساعة صاح صياح الثكلى، ويقول: لا ينبغي لابن مريم أن تذكر عنده الساعة فيسكت.
  ١٢ - قال تعالى: {إِنَّ إبراهيم لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيب}[هود ٧٥]، قيل: لكثرة ما كان يتأوه من أمر القيامة.
  ١٣ - أوصيكم عباد اللّه بتقوى الله، والاعتصام بوثائق عراها، والمواظبة على رعايتها، فإنها جُنَّة حصينة، وعقدة مَتِيْنَة، وغنيمة مغتنمة، قبل أن يحال بينكم وبينها بانقطاع من الرجاء، وحدوث من الزوال، ودنو من الانتقال، فاذكروا من فارق الدنيا، ولم يأخذ منها فكاك رَهْنِه، ولا براءة أَمْنِه، فخرج منها سليباً محسوراً، قد أتعب الملائكة نفسه التي هي مطلعة عليها، وهو مُسْوَدٌ وجهه، مزرقة عيناه، بادية عورته، يدعو بالويل والثبور، لا يرحم دعاؤه، ولا يفتَّر عنه من عذابها، كَذَلِكَ نجزي كل كفور، واذكروا من فارق الدنيا، وقد أخذ منها فَكَاك رَهْنِه، وبراءة أمنه، فخرج منها آمناً مرحوماً، موفقاً معصوماً، وقد ظفر بالسعادة، وفاز بالخلود، وأقام بدار الحيوان، وعيشة الرضوان، حيث لا تَنُوبُ الفجائع، ولا تحل القوارع، ولا تموت النفوس، عطاؤهم غير مجذوذ.
  ١٤ - قال بعضهم: إني لا أغبط ملكاً مقرباً ولا نبياً مرسلاً ولا عبداً صالحاً أليس هؤلاء يعاتبون يوم القيامة؟ أنا أغبط من لم يخلق.
  ١٥ - قيل: تُعرض على ابن آدم يوم القيامة ساعات عمره فكل ساعة لم يحدث فيها خيراً تقطعت نفسه عليها حسرات.
  ١٦ - يا ابن آدم، تفكر في خراب الدنيا، فقد أطَلَّتْكَ أشراط الساعة، مع أن الآجال قد تعجل قوماً قبل ذلك فتقُيم قيامتهم، يعاينون مالهم وما عليهم.
  ١٧ - قال الإمام علي #: حَتَّى إِذَا تَصَرَّمَتِ الْأُمُورُ وَتَقَضَّتِ الدُّهُورُ وَأَزِفَ النُّشُورُ أَخْرَجَهُمْ مِنْ ضَرَائِحِ الْقُبُورِ وَأَوْكَارِ الطُّيُورِ وَأَوْجِرَةِ السِّبَاعِ وَمَطَارِحِ الْمَهَالِكِ سِرَاعاً إِلَى أَمْرِهِ مُهْطِعِينَ إِلَى مَعَادِهِ رَعِيلًا صُمُوتاً قِيَاماً صُفُوفاً يَنْفُذُهُمُ الْبَصَرُ وَيُسْمِعُهُمُ الدَّاعِي عَلَيْهِمْ لَبُوسُ الِاسْتِكَانَةِ وَضَرَعُ الِاسْتِسْلَامِ وَالذِّلَّةِ قَدْ ضَلَّتِ الْحِيَلُ وَانْقَطَعَ الْأَمَلُ وَهَوَتِ الْأَفْئِدَةُ كَاظِمَةً وَخَشَعَتِ الْأَصْوَاتُ مُهَيْنِمَةً وَأَلْجَمَ