العتبة المنبرية في الأدلة الخطابية،

عبد الله بن يحيى العجري (معاصر)

رابعا: أشعار في علامات الساعة والقيامة

صفحة 511 - الجزء 1

  نَرَى الناسَ سَكْرَى بلا خَمْرةٍ ... ولَكِنْ تَرى العَينُ مَا هَالَهَا

  ذُنُوبِي بِلائِي فَمَا حِيلِتي ... إذَا جئْتُ بالبَعْث حَمَّالَهَا

  نَسِيتُ الْمَعَادَ فَيَا وَيلَتي ... وأعْطِيتُ لِلْنَّفْسِ آمَالَهَا

  ٣ - مَثِّلْ لِنَفْسِكَ أَيُّهَا المَغْرُوْرُ ... يَوْمَ القِيَامَةِ وَالسَّمَاءُ تَمُورُ

  قَدْ كُوِّرَتْ شَمْسُ النَّهَارِ وَأُضْعِفَتْ ... حَرًّا عَلَى رُؤُسِ العِبَادِ تَفُوْرُ

  وَإِذَا الجِبَالُ تَعَلَّقَتْ بِأصولهَا ... فَرَأَيْتَهَا مِثْلَ السَّحَابِ تَسِيْرُ

  وإِذَا النُّجُومُ تَسَاقَطَتْ وَتَنَاثَرَتْ ... وتَبَدَّلَتْ بَعْدَ الضِّيَاءِ كُدُوْرُ

  وإِذَا العِشَارُ تَعَطَّلَتْ عَنْ أَهْلِهَا ... خَلَتِ الدِّيَارُ فَمَا بِهَا مَعْمُوْرُ

  وإِذَا الوُحُوشُ لَدَى القِيَامَةِ أُحْضِرَتْ ... وتَقُوْلُ لِلأمْلاكِ أَيْنَ نَسِيْرُ

  فَيُقَالُ سِيْرُوا تَشْهَدُوْنَ فَضَائِحًا ... وَعَجَائِبًا قَدْ أُحْضِرَتْ وَأُمُوْرُ

  وإِذَا الجَنِيْنُ بِأُمِّهِ مُتَعَلِّقٌ ... خَوْفَ الحِسابِ وَقَلْبُهُ مَذْعُوْرُ

  هَذَا بِلا ذَنْبٍ يَخَافُ لِهَولِهِ ... كَيْفَ المُقِيْمُ عَلَى الذُّنُوْبِ دُهُوْرُ

  ٤ - مثِّلْ وُقُوفَكَ أَيُّهَا المَغْرُورُ ... يَومَ القِيَامَةِ والسَّمَاءُ تَمُورُ

  مَاذَا تَقُولُ إِذَا وَقَفْتَ بِمَوقِفٍ ... فَرْدًا وَجَاءَكَ مُنْكَرٌ وَنَكِيرُ

  مَاذَا تَقُولُ إِذَا وَقَفْتَ بِمَوقِفٍ ... فَرْدًا ذَلِيلاً وَالحِسَابُ عَسِيرُ

  وَتَعَلَّقَتْ فِيكَ الخُصُومُ وَأَنْتَ فِي ... يَومِ الحِسَابِ مُسَلْسَلٌ مَجْرُورُ

  وَتَفَرَّقَتْ عنكَ الجُنُودُ وَأَنْتَ فِي ... ضِيقِ القُبُورِ مُوَسٌدٌ مَقْبُورُ

  ٥ - وفي البَعْثِ بَعدَ المَوتِ نَشْرُ صَحائِفٍ ... وَمِيْزَانُ قِسْطٍ طَائِشٍ أَوْ مُثَقَّلُ

  وَحَشْرٌ يَشِيْبُ الطفْلُ مِنه لِهَوْلِهِ ... وَمنه الجِبَال الرَّاسِيَاتُ تَزَلْزَلُ

  ٦ - وإِنَّ أَمَامَ الناسِ حَشْرٌ وَمَوْقِفٌ ... وَيَومٌ طَوِيْلٌ ألفُ عَامٍ وَأَطْوَلُ

  فَيَالَك مِن يَوْمٍ عَلى كُلِّ مُبْطِل ... فَظيْع وأَهْوَالُ القِيَامَةِ تُعْضِلُ

  تَكُونُ به الأَطْوادُ كَالعِهْنِ أَوْ تَكُنْ ... كَثْيبًا مَهِيْلاً أَهْيَلاً يَتَهَلْهَلُ

  بِه مِلَّةُ الإِسلامِ تُقْبَلُ وَحْدَهَا ... وَلاَ غَيْرُهَا مِن أَيِ دِيْنِ فَيَبْطُلُ

  بِهِ يَسْأَلُونَ الناسَ ماذَا عَبَدْتُمُوا ... وماذا أَجَبْتُم مَن دَعَاوَاهُ مُرْسَلُ

  حِسَاب الذي يَنْقَادُ عَرْضٌ مُخَفَّفٌ ... وَمَن لَيسَ مُنْقَادًا حِسَانٌ مُثَقَّلُ