رابعا: أشعار في علامات الساعة والقيامة
  ومُرْضِعَةٍ قَدْ اذْهَلَها أَسَاهَا ... فَمَا تَدْرِي الرَّضِيعَ مِن الفَطِيم
  وَمُؤْتَمةٍ تَوَلَّتْ عن بَنِيْهَا ... وأَلْقَتْ بِاليَتِيمَةِ وَاليَتِيم
  وحُبْلَى أَسْقَطَتْ ذُعْرًا وَخَوْفًا ... فياللهِ لِلْيَوْمِ العَقِيم
  وهَذا مَشْهَدٌ لا بُدَّ مِنْهُ ... وجَمْعٌ لِلْحَدِيثِ وَلِلْقَدِيم
  وما كِسْرَى وَقَيْصَرُ وَالنَّجَاشِي ... وتُبَّعُ وَالقُرُوْمُ بَنُو القُروْم
  بِذَاكَ اليَوم إِلاَّ في مَقَامِ ... أَذَلَّ مِن التُرابِ لِذِي السَّلِيم
  وما لِلْمَرء إِلاَّ مَا سَعَاهُ ... لدِارِ البؤسِ أوْ دَارِ النَّعِيم
  وأَنْتَ كما عَلِمْتَ وَربِّ أَمْرٍ ... يَكُونُ أَذاهُ أَوْقَعَ بِالعَلِيم
  فَدَعْ عَيْنَيْكَ تَسَبْحْ فِي مَعِيْن ... وَقَلْبُكَ ذَرْهُ يَقْلُبُ في جَحِيم
  وشُقَّ جُيُوب صَبْرِكَ شَقَّ ثَكْلى ... تَعَلَّقَتِ ابنها رَجُلاً سَهُوم
  وَمَاذَا الأَمْرُ ذَلِكُمُ وَلَكِنْ ... تُشَبَّهُ بِالبِحَارِ يَدُ الكَرِيْم
  ١١ - وإِنَّ مَعَادَ الرُّوْحِ وَالجِسْمِ وَاقِعٌ ... فَيَنْهَضُ مَن قَدْ مَاتَ حَيًّا يُهَرْوِلُ
  وصِيْحَ بِكْلِّ العَالَمِيْنَ فَأُحْضِرُوا ... وقِيْلَ: قِفُوهُمْ لِلْحِسَابِ لِيُسْأَلُوا
  فذَلِكَ يَومٌ لا تُحَدُّ كُرُوْبُهُ ... بِوَصْفٍ فإِنَّ الأَمْرَ أَدْهَى وَأَهْوَلُ
  يُحَاسَبُ فِيْهِ المَرْءُ عَنْ كُلِّ سَعْيِهِ ... وكُل يُجَازَى بِالذِي كَانَ يَعْمَلُ
  وَتُوْزَنُ أَعْمَالُ العِبَادِ جَمِيْعُهَا ... وقَدْ فَازَ مَن مِيْزَانُ تَقْوَاهُ يَثْقُلُ
  وفي الحَسَنَاتِ الأَجْرُ يُلْقَى مُضَاعَفًا ... وبِالمِثْلِ تُجْزَى السَّيِئَاتُ وَتَعْدَلُ
  ١٢ - وَأنَّ نَفْخَةَ إسْرافيل ثانِيَةً ... في الصُّورِ حَقًّا فَيَحْيَا كُلُّ مَنْ قُبِرَا
  كَمَا بَدَا خَلْقَهُم ربِّي يُعيِدْهُم ... سُبْحانَ مَنْ أَنْشَأَ الأَرْوَاحَ وَالصُّورَا
  حَتَّى إذا مَا دَعَا لِلْجَمْع صَارِخُهُ ... وَكُلُّ مَيتٍ مِنَ الأمواتِ قَدْ نُشِرَا
  قَال الإِلهُ قِفْوهُمْ لِلسُّؤَال لِكَي ... يَقْتَصَّ مَظلُومُهُمْ مِمَّنْ لَهُ قَهَرَا
  فَيُوقَفُونَ ألُوفًا مِنْ سِنِينهِمُ ... والشَّمْسُ دَانِيةٌ وَالرَّشْحُ قَدْ كَثُرَا
  وَجَاءَ رَبُّكَ والأَمْلاكُ قَاطِبَةً ... لَهُمْ صَفُوفٌ أَحَاطَتْ بالوَرى زُمَرَا
  وجيءَ يَومَئِذٍ بالنّارِ تَسْحَبُهَا ... خُزَّانُهَا فأَهالَتْ كُلَّ مَنْ نَظَرَا