المقدمة
  لهم سيد البرية محمد بن عبدالله صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله، وما يتلقاه الإسلام من صفعات متتالية، وما يعتري الأمة من امتحانات وابتلاءات متتابعة، والتي من أكبرها وأفجعها وأوجعها وأدماها للقلوب، وأدهاها وأمرها، الطخية العمياء، والقارعة لقلب كل من يوجد في قلبه مثقال ذرة من إيمان، التي فجعتنا بفراق ورحيل سيدي ومولاي العلامة الحسين بن يحيى الحوثي رحمة الله تغشاه، الذي كان هاديا لكل محتار، وشمسا لكل ضال، ونورا وضياء لكل متخبط، وبصرا لكل مستبصر، وعلامة لكل هائم.
  نعم إخوتي بعدما رأى وحيد العصر وحجته ودرة الدهر وضيائه فقيد الأمة سيدي ومولاي الحجة العلامة مجد الدين - رحمة الله عليه - تعامي الناس عن الحق، وتغافلهم وشطوحهم عن طريق الرشاد، وتخبطهم في مغارات الهلاك، وكثرة تشعب الناس، واستمرار أرباب الضلال، وعباد الأهواء في محاولتهم لتحريف ومسخ المنهج الرباني من عقول الناس، بعدما أجهد نفسه في إزاحة ما كان قد خلفوه على معالم الشريعة من ركامات الأباطيل، وبعدما قضى عمره # في إرساء تلك المعالم، وتشييد أركانها التي كانت قد انهارت، وتقوية حصون الشريعة، وسد ما كان قد ثغر منها بسبب ما واجهته من أعاصير الباطل، وأمواج الضلال - نظر إلى من حوله من أرباب العلم باحثا عمن يحيي الناس ويرشدهم، فوضع أصبعه على أحد تلامذته الأفذاذ الذي عرف فيه آنذاك بما اشتهر وشاع وذاع بعد ذلك للقاصي والداني من الصفات الفذة، والسمات النادرة من محبة لله ودينه، وخوف وخشية وزهد وورع، وثقابة نظر، وحسن تدبير، وحنكة سياسة سيدي ومولاي العلامة الحسين بن يحيى رحمة الله تغشاه، وما كان سيدي العلامة الحسين آنذاك ساكن الخاطر، غافلا عما تواجهه الأمة من أزمة دينية، لكنه كان مترقبا للائح فرصة مقتديا بآبائه الكرام كالإمام الأعظم زيد بن علي @، مع ما كان يمض عليه من نار التحسر على الأمة، وما يقعد عليه من جمرات التوجع على ما آل إليه الناس، فكان - رحمة الله تغشاه - ينظر إلى حال الناس وما هم فيه من تخبط في الدين، وانكباب على الدنيا، وامتزاج بالفساد، وما فشا وانتشر بين أوساط المجتمعات الإسلامية من أخلاق سيئة، وعادات قبيحة، وإلى تلك القيم والعقائد والآداب والأخلاق والمثل الإسلامية التي تحول معظمها إلى صور