ثالثا: أقوال في العلم
  ١٤ - عن الحسين بن علي @، قال: قال أمير المؤمنين # لأصحابه وهم بحضرته: تعلموا العِلْم، فإن تعلّمه حسنة، ومدارسته تسبيح، والبحث عنه جهاد، وإفادته صدقة، وبذله لأهله قُرْبَة، وهو معالم الحلال والحرام، ومسالِكه سُبُل الجنة، مؤنسٌ من الوحدة، وصاحبٌ في الغربة، وعون في السراء والضراء، ويد على الأعداء، وزين عند الأخلاء، يرفع اللّه به أقواماً، فيجعلهم في الخير أئمة يُقْتَدَى بهم تُرْمَقُ أعمالهم وتُقْتَصَّ آثارهم، ترغب الملوك في خُلَّتِهم، والسادة في عشرتهم، والملائكة في صفوتهم؛ لأن العِلْم حياة القلوب من الخطايا، ونور الأبصار من العمى، وقوة الأبدان على الشنئان، يُنزل اللّه حامله الجِنَان، ويحله محل الأبرار. بالعلم يُطَاع اللّه ويُعْبَد، وبالعلم يُعْرَف اللّه ويُوَحَّد، بالعلم تُفهم الأحكام، ويفصل به بين الحلال والحرام يمنحه اللّه السعداء، ويحرِّمه اللّه على الأشقياء. وفي أمالي أبي طالب #.
  ١٥ - قال الحسين بن علي بن أبي طالبٍ #: من دعا عبداً من ضلالةٍ إلى معرفة حق فأجابه كان له من الأجر كعتق نسمةٍ.
  ١٦ - قال زيد بن علي @: من أمر بمعروفٍ أو نهى عن منكرٍ أطيع أم عصي كان بمنزلة المجاهد في سبيل الله.
  ١٧ - عن الحسين بن علي @ أنه قال: أديموا الأختلاف إلى مجالس العلماء فأنك لن تعدو كلمة تدلك على هدى أو تنهى عن ردى أو آية محكمة أو علم مستطرفاً أو أخاً مستفاداً أو رحمة منتظرة أو ترك ذنبك إما حياء وإما خشية.
  ١٨ - عن الإمام الحسن # أنّه دعا بنيه وبني أخيه فقال: «إنّكُم صغار قوم ويُوشكُ أن تكُونُوا كبار قوم آخرين فتعلّمُوا العلم فمن لم يستطع منكُم أن يحفظهُ فليكتُبهُ وليضعهُ في بيته».
  ١٩ - قال الإمام القاسم الرسي #: العبادة بالعلم أفضل منها بالعمل، وفي العلم من الهدى والضلال مثل الذي منهما في الأعمال، فلما كان العلم بأحكام الله، مما يكون هدى عند الله، والجهل بأحكام الله مما يكون ضلالاً عند الله، تُرِكَ المكلفون من العباد، بعد أن نزل عليهم من الله ما نزل في ذلك من الرشاد، ليهتدوا فيها ويجهلوا، كما تُرِكوا في الأعمال ليعملوا أولا يعملوا، لكي يهتدوا فيها أو يضلوا، فأهدى الهدى فيها العلم، وأضلُّ الضلال الجهل، وهو لكل واحد منهما فيها كسب، وعمل يثاب على أيهما اكتسب أو