[الخلق الثاني عشر]
  الضحك، ويقل الإخلاص، [ويهيج عادة السوء(١)]، ويطيل النوم، ويكثر الغفلة، ويفرق الأصحاب، ويكثر الغم، [مع طول الحساب يوم القيامة(٢)]. إلى غير ذلك من الرذائل.
  وفي الجوع محامد بعدد هذه، وهي أضدادها والشبع مانع من العلم، والعمل، وأجمعت الحكماء والزهاد على أن الجوع سبب نور القلب، والشبع مانع عنه، وما مرض قلب بأشد من القسوة، وما صحت نفس بمثل الجوع.
  ووُجِدَ بخط بعض أئمة العبادة: قال داوود صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ: لَأنْ أترك لقمة من عشائي أحب إليَّ من قيام ليلة. انتهى.
  وقد قيل: الجائع نظيف خفيف، والشابع عاكف على الكنيف(٣). الشابع يدور حول الخلاء، والنجاسات، والجائع حول المساجد والجماعات.
(١) ما بين المعقوفين موجود في (أ) تصحيحا، وليس في (ب)، ولا في الصلة.
(٢) ما بين المعقوفين موجود في (أ) تصحيحا، وليس في (ب)، ولا في الصلة.
(٣) الكنيف: كل ما سترك فهو كنيف، والمراد به هنا: الخلاء؛ أي: مكان قضاء الحاجة كالحمَّام. والمراد من عكوف الشابع على الكنيف: أنه يكثر دخوله إلى الخلاء لقضاء الحاجة.