الرابعة: معاملة الدنيا:
  فليجالس من فيه خير(١)؛ فجليس الخير خيرٌ من الوحدة، والوحدة خيرٌ من جليس السوء.
  ويحب لهم ما يحب لنفسه، ويكره لهم ما يكره لها، وتكون محبته في الله، وبغضه في الله، وموالاته ومعاداته كذلك.
  ويأمر بالمعروف، وينهى عن المنكر، بقدر طاقته.
  ويملك نفسه عند الشهوة والغضب، ولا يعجل في شيء من الأمور فيخطئ، ويتوانى فيبطل.
  ولا يداهن على المعصية، ولا يخل بالمداراة الجائزة عند خوف المضرة. وليحسن الظن بهم ما أمكنه(٢).
= زلته، [٢] ويرحم عبرته، [٣] ويستر عورته، [٤] ويقيل عثرته، [٥] ويقبل معذرته، [٦] ويرد غيبته، [٧] ويديم نصيحته، [٨] ويحفظ خلته، [٩] ويرعى ذمته، [١٠] ويعود مرضته، [١١] ويشهد ميتته، [١٢] ويجيب دعوته، [١٣] ويقبل هديته، [١٤] ويكافئ صلته، [١٥] ويشكر نعمته، [١٦] ويحسن نصرته، [١٧] ويحفظ حليلته، [١٨] ويقضي حاجته، [١٩] ويشفع مسألته، [٢٠] ويشمت عطسته، [٢١] ويرشد ضالته، [٢٢] ويرد سلامه، [٢٣] ويبر إنعامه، [٢٤] ويصدق أقسامه، [٢٥] يواليه ولا يعاديه، [٢٦] وينصره ظالماً أو مظلوماً، أما نصرته ظالماً فيرده عن ظلمه، وأما نصرته له مظلوماً فيعينه على أخذ حقه، [٢٧] ولا يسلمه، [٢٨] ولا يخذله، [٢٩] ويحب له من الخير ما يحب لنفسه، [٣٠] ويكره له من الشر ما يكره لنفسه». ثم قال: سمعت رسول اللّه ÷ يقول: «إن أحدكم ليدع من حقوق أخيه شيئاً فيطالبه به يوم القيامة فيقضي له عليه».
(١) وكل من كان الخير فيه أكثر، فهو أولى بالمجالسة.
(٢) هذا في حق من كان مؤمنا، أما غير المؤمن فلا؛ لأن غير المؤمن إما فاسق والغالب في الناس الفسق، وإما منافق، وإما كافر، والفسق، والنفاق، والكفر، تمنع من تحسين الظن، بل تدعو إلى إساءة الظن، وقد قيل: (سوءُ الظَّنِّ من حُسْنِ الفِطَن).