القسم الثاني: [سبب غفلة العبد حال مناجاة ملك السموات والأرض]
  اعتداله دعا بتقبل حمده في ركوعه؛ بأن يقول: (سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَه) قاصدًا أداء ما شرع عليه في صلاته من التسميع.
  ثم يقصد الانتقال إلى أعظم التذلل لخالقه؛ بأن يضع وجهه، أشرف جسده، على الأرض؛ إهانة له في طلب رضا مولاه؛ فإذا استحضر ذلك كله كاملاً، كَبَّرَ، ونوى الإله الأعظم من كل كبير يحق له إهانة أشرف جسدي تلك الإهانة، وإذا استكمل قَصْدَ ذلك، هوى إلى أن يصير ممكِّنًا جبهته وأنفه على الأرض، ثم يقصد بتسبيحه ما مر في الركوع؛ إلا أنه يقول هنا: (الْأعْلَى) أي: الذي لا انخفاض لعظمته، ثم ينوي بالاعتدال ما مر، ثم ينوي تكرار ذلك الخضوع؛ فيثني السجود ناوياً ما مر.
  ثم ينوي القيام لرب العالمين؛ فيكبر أي: هو أكبر من كل كبير؛ فيحق له القيام لعبادته. ثم يفعل في الركعة الثانية كالركعة الأولى.
  وليحذر أن تعجله نفسه وشيطانه، فلا يستكمل الأذكار، والأركان، على الوجه المذكور، فيفوته الفضل المبرور.
  وإذا أراد القعود للتشهدين نوى امتثال ما شرع من النطق بهما، وأراد بقوله: (بِاسْمِ اللهِ، وِبِاللهِ)؛ أي: إن ما آتي به من أفعال الصلاة مستعيناً بذكر اسم الله، وأنه بإعانة الله.
  (وَالْحَمْدُ للهِ) على ذلك.
  (وَالْأسْمَاءُ الْحُسْنَى كُلُّهَا للهِ) الجامعة لصفات الكمال،