[النوع الرابع:] المباهاة
  حسنه، بل في ندبه، قيل: وفي قوله ÷: «إن من البيان لسحرًا»(١) - أي: يأخذ في القلوب ويعمل فيها عمل السحر - تنبيهٌ على أن توخي أبلغ الفصاحة لهذا القصد مندوب.
فائدة: [حسن فعل ما صورته صورة المباهاة لمصلحة]
  قد يحسن من العالم الخامل ما صورته صورة المباهاة، وهو أن يعتني بإظهار علمه، بنحو: أن يتكلم في المجامع بالمسائل الغامضة، ويَتَظَهَّرَ(٢) بالتدريس، ونحو ذلك؛ ليقصده الناس، فيقع الانتفاع بعلمه، والاستفادة منه؛ لأن هذا نوع من الأمر بالمعروف، ومنه قول يوسف صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ: {إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ}[يوسف ٥٥].
  وكذلك يحسن فعل ما ذكر لدفع الاستخفاف به، وحطه عن درجته التي يستحقها؛ لأنه نوع من النهي عن المنكر، فلا بأس بطلب القدر المستحِقِّ هو لهُ من التشريف؛ لما في تركه من الاستخفاف المحرم، ودفع المحظور واجب؛ ولهذا أسقطت عدالة من حطَّ مرتبة نفسه؛ بنحو: أكلٍ في السوق، وبولٍ في السكك، ومجالسةِ أولي الرذالة.
(١) رواه الإمام الحجة/ مجدالدين المؤيدي # في لوامع الأنوار بسنده إلى سلسلة الإبريز [١/ ٤٨٦]. والبخاري [٧/ ١٩] برقم (٥١٤٦)، وأبو داوود [٤/ ٣٠٢] برقم (٥٠٠٧).
(٢) يتَظَهَّرُ بالشيء: يستعين به، من المظاهرة أي: المعاونة.