المختار من كنز الرشاد وزاد المعاد،

عز الدين بن الحسن بن علي (المتوفى: 900 هـ)

[النوع الحادي عشر:] المداهنة

صفحة 68 - الجزء 1

  أول سورة المودة⁣(⁣١)، وهي تقتضي العموم، فتدل على قبح تعظيمهم، وقصد نفعهم، أو دفع الضرر عنهم، وغير ذلك من لوازم المودة، فلا تقصر على السبب.

  ومن مستقبحات هذا النوع:

  مواصلة أمراء الجور، والمشي إليهم، وتعظيمهم، وتهنئتهم، وفي الخبر: «من مشى إلى ظالم، وهو يعلم أنه ظالم، فقد برئ من الإسلام»⁣(⁣٢). وغيره من الأخبار المتضمنة للترهيب في هذا المعنى.

  ولا يعترض بمواصلة بعض السلف الصالح لمن تلك صفته؛ كالحسن السبط لمعاوية، وزين العابدين لعبد الملك، وكثير من العلماء الراشدين قيل: فمن بحث السير والتواريخ تيقن أنهم ما


(١) سورة المودة هي سورة الممتحنة، وأولها قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءكُم مِّنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَن تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِن كُنتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَاداً فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاء مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنتُمْ وَمَن يَفْعَلْهُ مِنكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاء السَّبِيلِ} وفي المطبوع بعد قوله: (أول سورة المودة): (قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ}، وقوله تعالى في سورة المجادلة: {لَا تَجِدُ قَومًا} الآية)، وهذا ليس في المخطوطتين اللتين اعتمدت عليهما.

(٢) الطبراني في الكبير [١/ ٢٢٧] برقم (٦١٩)، والبيهقي في شعب الإيمان [١٠/ ١٢٦] برقم (٧٢٦٩).