المختار من كنز الرشاد وزاد المعاد،

عز الدين بن الحسن بن علي (المتوفى: 900 هـ)

[الفصل الأول] [في الخلائق المهلكة التي يجب تجنبها]

صفحة 69 - الجزء 1

  واصلوهم بتعظيم، بأن يتجرد قصدهم لزيارة⁣(⁣١)، أو تهنئة⁣(⁣٢)، أو وداع، أو نحو ذلك، وإنما كان ذلك منهم: إما لطلب حاجة خاصة، أو لإجابة داعٍ وطلب.

  فإذا ظهر خطاب في أمر من الأمور أظهروا الاستخفاف الكلي بأمراء الجور؛ ومنه القصة المشهورة للحسن # مع معاوية، وأخيه عتبة، وعمرو بن العاص، ومن حضرهم؛ فإن الحسن # أظهر من الاستخفاف بهم، والتوبيخ لهم ما أظهر⁣(⁣٣)، وغير ذلك من مقاماته #.


(١) في (أ): للزيارة.

(٢) في (أ): التهنئة.

(٣) والقصة باختصار في بعض المواضع خشية التطويل هي: ما (روى الزبير بن بكار في كتاب المفاخرات، قال: اجتمع عند معاوية عمرو بن العاص، والوليد بن عقبة بن أبى معيط، وعتبه بن أبى سفيان بن حرب، والمغيرة بن شعبة، وقد كان بلغهم عن الحسن بن على # قوارص، وبلغه عنهم مثل ذلك، فقالوا: يا أمير المؤمنين، إن الحسن قد أحيا أباه وذكره، وقال فصدق، وأمر فأطيع، وخفقت له النعال، وإن ذلك لرافعه إلى ما هو أعظم منه، ولا يزال يبلغنا عنه ما يسوءنا. قال معاوية: فما تريدون؟ قالوا: ابعث عليه فليحضر لنسُبَّهُ ونَسُبَّ أباه، ... ، فبعث إليه معاوية، فجاءه رسوله، فقال: إن أمير المؤمنين يدعوك. قال: من عنده؟ فسماهم له. فقال الحسن #: ما لهم خرَّ عليهم السقف من فوقهم، وأتاهم العذاب من حيث لا يشعرون؟ ثم قال: يا جارية، ابغيني ثيابي، اللهم إني أعوذ بك من شرورهم، وأدرأ بك في نحورهم، وأستعين بك عليهم، فاكفنيهم كيف شئت وأنى شئت، بحول منك وقوة، يا أرحم الراحمين! ثم قام، فلما دخل على معاوية، أعظمه وأكرمه، وأجلسه إلى جانبه، وقد ارتاد =