[الفصل الأول] [في الخلائق المهلكة التي يجب تجنبها]
= القوم، وخطروا خطران الفحول، بغيا في أنفسهم وعلوا، ثم قال: يا أبا محمد، إن هؤلاء بعثوا إليك وعصوني. فقال الحسن #: سبحان الله، الدار دارك؟ والإذن فيها إليك، والله إن كنت أجبتهم إلى ما أرادوا وما في أنفسهم، إني لأستحيي لك من الفحش، وإن كانوا غلبوك على رأيك، إني لأستحيي لك من الضعف، فأيهما تقرر، وأيهما تنكر؟ أما إني لو علمت بمكانهم جئت معي بمثلهم من بني عبد المطلب، وما لي أن أكون مستوحشا منك ولا منهم، إن وليي الله، وهو يتولى الصالحين ...) فتكلم عمرو، ثم الوليد، ثم عتبة، ثم المغيرة، كل يفحش القول في أمير المؤمنين ~ وفي الحسن، فتكلم الحسن # فحمد الله وأثنى عليه، وصلى على رسوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، ثم قال: (أما بعد يا معاوية، فما هؤلاء شتموني ولكنك شتمتني، فحشا ألفته، وسوء رأى عرفت به، وخلقا شينا ثبت عليه، وبغيا علينا، عداوة منك لمحمد وأهله، ولكن اسمع يا معاوية، واسمعوا، فلأقولن فيك وفيهم ما هو دون ما فيكم. أنشد كم الله أيها الرهط، أتعلمون أن الذي شتمتموه منذ اليوم، صلى القبلتين كليهما وأنت يا معاوية بهما كافر تراها ضلالة، وتعبد اللات والعزى غواية؟ وأنشدكم الله هل تعلمون أنه بايع البيعتين كليهما بيعة الفتح وبيعة الرضوان، وأنت يا معاوية بإحداهما كافر، وبالأخرى ناكث؟ وأنشدكم الله هل تعلمون أنه أول الناس إيمانا، وأنك يا معاوية وأباك من المؤلفة قلوبهم، تسرون الكفر، وتظهرون الإسلام، وتستمالون بالأموال؟ وأنشدكم الله ألستم تعلمون أنه كان صاحب راية رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ يوم بدر، وأن راية المشركين كانت مع معاوية ومع أبيه، ثم لقيكم يوم أحد ويوم الأحزاب ومعه راية رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، ومعك ومع أبيك راية الشرك، وفى كل ذلك يفتح الله له ويفلج حجته، وينصر دعوته، ويصدق حديثه، ورسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ في تلك المواطن كلها عنه راض، وعليك وعلى أبيك ساخط؟ وأنشدك الله يا معاوية، أتذكر يوما جاء أبوك على جمل أحمر، وأنت تسوقه، وأخوك عتبة هذا يقوده، فرآكم رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، فقال: «اللهم العن الراكب والقائد والسائق!» ... إلى أن قال: (يا معاوية أظنك لا تعلم أنى أعلم ما دعا به عليك رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ لما أراد أن يكتب كتابا إلى بني خزيمة، =