رسالة إلى الخيرين من الأطباء والممرضين،

عبد الله بن علي القذان (معاصر)

نص الرسالة

صفحة 9 - الجزء 1

  وعلى فعل صنائع الخير التي تقي مصارع السوء.

  بعض المرضى يبيع بعض قوت أولاده من شدة الحاجة، وبعضهم يسهر ليله من هم الدين، وبعضهم يبكي من عينيه لعجزه عن معالجة مريضه.

  فعليك أيها الطبيب أن تقتدي بحبيبك المصطفى ÷ الذي قال فيه ربنا: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ١٠٧}⁣[الإسراء]، وقد أمرك الله بذلك قال تعالى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ}⁣[آل عمران: ٣١].

  واعلم وفقك الله أن الحياة المفعمة بالخير هي الحياة المصحوبة بالتقوى قال الله تعالى: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا ٢ وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ}⁣[الطلاق]، {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا ٤}⁣[الطلاق]، {إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا}⁣[الأنفال: ٢٩]، {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ}⁣[الحجرات: ١٣]، {أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ٢٨}⁣[الرعد].

  ولا تنظر إلى أصحاب البطون الجشعة الذين يأكلون أموال الناس بالباطل، ولكن فكر ملياً فيمن سبقهم من الهالكين الذين ذهبت شهواتهم وبقيت تبعاتهم، هل نفعهم ما جمعوا؟ أو منعهم من الموت ما طمعوا؟

  فنفسك يا أخي الطبيب أغلى الأنفس، احرص على وصولها إلى نعيم الله الأبدي، والعمر السرمدي، ولا يتم لك ذلك إلا