نص الرسالة
  بالصبر والقناعة، والنظر في عاقبة أمرك، واذكر الموت على حقيقته، وتصور حالتك وأنت مواجه لملك الموت، وقد شغلك الأمر عن ذكر أولادك وزوجتك وكل ما جمعت، وفكر فيما تود في تلك اللحظات أنك قدمته وفعلته، وفيما تحب أنك جانبته وتركته، تذكر في تلك الحالة من قد وصلوا، وبدا لهم عند الموت من الله ما لم يكونوا يحتسبون، بدا لهم مكرهم وغدرهم وخيانة أماناتهم.
  بدا لهم نظراتهم بشهوة للممرضات الأجنبيات، التي أورثتهم عند الموت ما لا يقدر قدره من الحسرات.
  أخي الطبيب الجنة سلعة الله الغالية، التي ثمنها كل التكاليف، والتكاليف لا ينجح فيها مكلف إلا بالصبر، ألا تسمع إلى قول الله تعالى: {وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ ٢٣ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ ٢٤}[الرعد].
  فلا أسرع من القساوة إلى القلوب بسبب أكل الحرام والنظر إلى الحرام، وخبث القلوب لجلب أموال المساكين والمستضعفين من المسلمين، وكذلك غير المسلمين لا يجوز غشهم وأكل أموالهم بالباطل.
  فلا طريق لنجاتك يا أخي الطبيب إلا بتقوى الله، ومن تقوى الله مجاهدتك لنفسك، فجهادها هو الجهاد الأكبر يقول خالقنا: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا}[العنكبوت: ٦٩].