نص الرسالة
  مقدمة
  
  لما كان الطب والأطباء من كبار النعم على البشرية، بحيث إنه قد توفر في أرض اليمن الميمون عدد كبير من الأطباء المتفوقين، وكم قد عانى السابقون من نقص الأطباء، وكان المرضى يعانون من السفر إلى الخارج، ودفع الأموال الباهظة، فلِلهِ المنة العظمى.
  غير أنه ينبغي شكر هذه النعمة من المرضى أولاً، ومن الأطباء ثانياً؛ لأن الله فتح لهم بدراستهم باباً من أبواب الخير كبيراً، وفتح لهم من ذلك الباب بابين إلى دنياهم ودينهم، وفتح لهم من كل باب من البابين أبواباً كثيرة، ومصالح كبيرة:
  فتح لهم من باب الدنيا باباً لسد حوائجهم، وباباً لسلامتهم وسلامة أولادهم وأهاليهم إن هم شكروا الله على ما أنعم به عليهم، ولا يتم ذلك إلا بالصدق والوفاء والصبر وترك ظلم الضعفاء، وباباً للتفكر من خلال آلام وأوجاع المرضى، وغير ذلك الكثير والكثير.
  وفتح لهم من باب الآخرة أبواباً كثيرة، ومكاسب كبيرة، من تلك الأبواب نعمة الصبر وثوابه قال تعالى: {إِنَّمَا يُوَفَّى