[التحذير من الأيمان الفاجرة]
  يحوزون أرباحاً طائلة ولكن لا جدوى تلقاهم أصحاب ديون متراكمة، اذهب إلى سوق البقر بين البياعين المشترين ولو حلفت على القطع إنهم كذابون وغشاشون لم تفجر، وكذلك الجزر يغشك وإن كنت صديقاً أو قريباً، ويحلف بعضهم إنها ذكر وهي أنثى، واذهب إلى أسواق الخضروات وانظر في أفعالهم ترى البضاعة شبيه الجواهر في وجوه السلال وفي ظاهر المشمعات والباطن خلافه.
  أقوال كاذبة وأيمان فاجرة، وإذا نصحته قال: الناس كلهم على هذه الطريقة! الأيمان من أكثر الباعة للمشترين أكثر من أذكار المصلين في مساجدهم.
  نعم، فلا بركة ولا نماء، أكثر مأكلهم الحرام، ولا يبالي بدينه إذا حاز شيئاً من حطام الدنيا، يلبس بالمال الحرام، ويتزوج بالحرام، ويحج بالنفقة الحرام، ويطعم أولاده الحرام، فإنا لله وإنا إليه راجعون، وكما ورد في مجموع الإمام زيد بن علي #، عن أبيه، عن جده، عن علي $ قال: «يكاد الناس أن ينقصوا حتى لا يكون شيءٌ أحب إلى امرئٍ مسلمٍ من أخٍ مؤمنٍ أو درهمٍ من حلالٍ، وأنَّى له به».
  نسأل الله أن يرزقنا حلالاً طيباً واسعاً نستعين به على طاعته، إنه على ما يشاء قدير، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله الطاهرين.