[الجزع عند البلاء تمام المحنة]
[الجزع عند البلاء تمام المحنة]
  ومن حكمه #: (الجزع عند البلاء تمام المحنة):
  ومن كتم الجزع بالصبر فاز بالحضين معاً، هانت عليه البلية، وظفر بالأجر الكبير والخير الكثير.
  نعم، يقول # في حكمة أخرى: (الصبر أهون من الجزع) فعلى المبتلى أن يصبر نفسه ويسليها بما وعد الله الصابرين ويكثر من ترداد: «إنا لله وإنا إليه راجعون».
  وعلى المؤمن الذي له علاقة بربه أن يدعو ربه قبل حصول البلية أن يرزقه الصبر عند البلاء والشكر عند النعماء.
  هذا، واعلم أن الذي يهون على المؤمن المصائب والبلاء ذكر الموت وما بعده، فمن أكثر من ذكره فإنها تهون عليه المصيبات، وقد ذكر الله في الرخاء وسيذكره الله في الشدة، وفي الواقع أن الجزع عند المصيبة من شيم الحمقى الجهلة، الذين ليس لهم صلة بربهم، وليس لهم حظ من علم، ولا صلة بمجالس الذكر، ولا ارتباط بأهل العلم والتقوى واليقين، فإذا وقعت عليهم نائبة قاموا لها وقعدوا يلطمون وجوههم ويحثون بالتراب على رؤوسهم، يظهرون ذلك لمن وفد يعزيهم لأجل أن يشهدوا لهم بالضيم، ولا يعلمون أن ذلك الصنيع يحبط حسناتهم، ويزيدهم هماً إلى مصائبهم، وكل ذلك نتيجة الجهل المذموم؛ لأنهم لم يسمعوا ما وعد الله الصابرين من الأجر، فلم يقرأوا بحضور قلب قول الله تعالى: {وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ١٥٥ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ١٥٦ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ