شرح وبيان لآيات وأحاديث وحكم علوية،

عبد الله بن علي القذان (معاصر)

قال الله تعالى: {وداود وسليمان إذ يحكمان في الحرث إذ نفشت فيه غنم القوم وكنا لحكمهم شاهدين 78 ففهمناها سليمان وكلا آتينا حكما وعلما وسخرنا مع داود الجبال يسبحن والطير وكنا فاعلين 79 وعلمناه صنعة لبوس لكم لتحصنكم من بأسكم فهل أنتم شاكرون 80}

صفحة 37 - الجزء 1

  شريعة رب العالمين، فالطلبة لبابه يطرقون لا يكل ولا يمل، يملي المعاشر على طلبة العلم ليلاً ونهاراً يمل الطلبة وهو لا يمل، يسعد إذا حفوا به لأخذ العلم ويتضجر إذا كانوا عنه غائبين.

  وآخر ليس له صبر على شيء مما ذكر غير أنه يحب توجيه النصائح بلسانه ويهتف بالزواجر في أسماع الغافلين، كلامه عند من وعظهم أحلى من العسل الشهد ويقولون: لم نسمع مثل هذا الكلام، يسدد الله خطاه وإن عثر، وترى كثيراً ممن يستمعون لوعظه يتراجعون عن غيهم ويتركون تعنتهم فوفقوا لرشدهم.

  وعلى هذا جرت حكمة الله فالله يهب ما يشاء لمن يشاء، وفوق كل ذي علم عليم.

  ومن عباد الله الصالحين من هو مؤمن تقي ومخلص نقي غير أن الطرق في وجهه مسدودة فلا نفوذ له في وعظ ولا تعليم ولا قضاء حوائج المساكين ولا إصلاح بين أحد من المخلوقين فديدنه الهمهمة بذكر الله إذا دخل وقت صلاة همه المبادرة إلى الوضوء والطهارة ولو كانت المخاصمة والمقاتلة بين أهله وأسرته حامية، إذا سئل عن ذلك قال: قطع الله رجاهم كل يخارج نفسه.

  وقد يجمع الله فيمن يشاء من عباده خصالاً من الخير عديدة فتراه يرشد الناس ويصلح بينهم ويقضي حوائج الضعفاء والمساكين ويعالج المرضى برواتبه وأوصافه لهم، فهو خير وبركة في كل توجهاته ومساعيه كما قال الله جلت عظمته في نبيه عيسى #: