قال الله تعالى: {وداود وسليمان إذ يحكمان في الحرث إذ نفشت فيه غنم القوم وكنا لحكمهم شاهدين 78 ففهمناها سليمان وكلا آتينا حكما وعلما وسخرنا مع داود الجبال يسبحن والطير وكنا فاعلين 79 وعلمناه صنعة لبوس لكم لتحصنكم من بأسكم فهل أنتم شاكرون 80}
  {وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ}[مريم: ٣١].
  ولم أر في حياتي كلها مثل نجم الزمان الراحل سيدي ومولاي الحجة على خلقه والداعي إلى دين ربه الحسين بن يحيى | رحمة الأبرار وأسكنه جنات تجري من تحتها الأنهار،
  ليس على الله بمستنكر ... أن يجمع العالم في واحد
  فسبحان واهب الخصال الحميدة والآراء السديدة.
  نعم، كل ما ذكر مما تقدم يجب إمعان النظر في ذلك، وليعلم كل من له حظ في منافع المخلوقين أنه يتحتم عليه شكر النعمة والهمة العالية في مواصلة عمله وإلا سلب الله عليه تلك النعمة التي له فيها جاه وقبول، وليحذر من الحسد للآخرين فهو الداء الدفين والسم الناقع وما يعقلها إلا العالمون.
  نعم، يشهد لما سبق ذكره قول الله تعالى: {وَكُلًّا آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا} وكذلك ما أعطى الله نبيه داود من تسخير الجبال واستخراج المعادن والفطنة والذكاء في صياغة الدروع وغير ذلك، وختم الله القصة بقوله تعالى: {فَهَلْ أَنْتُمْ شَاكِرُونَ ٨٠} نشكر الله على نعمه، ونسأله المزيد من فضله وكرمه.
  اللهم أوزعنا شكرك، وألهمنا ذكرك، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله الطاهرين.