{كهيعص 1 ذكر رحمة ربك عبده زكريا 2 إذ نادى ربه نداء خفيا 3 قال رب إني وهن العظم مني واشتعل الرأس شيبا ولم أكن بدعائك رب شقيا 4 وإني خفت الموالي من وراءي وكانت امرأتي عاقرا فهب لي من لدنك وليا 5 يرثني ويرث من آل يعقوب واجعله رب رضيا 6 يازكريا إنا نبشرك بغلام اسمه يحيى لم نجعل له من قبل سميا 7}
  
  {كهيعص ١ ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا ٢ إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا ٣ قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا ٤ وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَاءِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا ٥ يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا ٦ يَازَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا ٧}[مريم]:
  سميت هذه السورة الكريمة - والله أعلم - (مريم) باسم الطاهرة أم المسيح عيسى ~؛ لما في قصتها & من العجائب، ولما لاقت في حملها بعيسى # من المصائب، ولأنه أتاها الفرج من غير معهود بكلام ولدها المسيح في مهد الصغر ولله في خلقه شؤون، ذكر الله في مستهلها قصة نبيه زكريا #، وذكر رحمته لنبيه بأن أعطاه الله ما طلب وكيف كان دعاؤه لربه إرشاداً منه سبحانه لعباده.
  {إِذْ نَادَى رَبَّهُ} النداء إذا أطلق أفاد أنه بصوت رفيع من المنادي فقيَّده ووضحه هنا بقوله: {نِدَاءً خَفِيًّا ٣} فما هو السر بأن وسمه بالنداء ولم يقل: ودعا ربه؟ لا يبعد والله أعلم أن النبي زكرياء لما كبر سنه ودق عظمه واشتعل الشيب في رأسه وزوجته أصبحت عاقراً - دعا ربه دعوة من صميم قلبه عمت مشاعره كلها ففتحت لها أبواب السماء شبيه المستغيث في قفرة نائية عن الديار وقد انقطع