شرح وبيان لآيات وأحاديث وحكم علوية،

عبد الله بن علي القذان (معاصر)

قال تعالى: {وإذا طلقتم النساء فبلغن أجلهن فلا تعضلوهن أن ينكحن أزواجهن إذا تراضوا بينهم بالمعروف ذلك يوعظ به من كان منكم يؤمن بالله واليوم الآخر ذلكم أزكى لكم وأطهر والله يعلم وأنتم لا تعلمون 232}

صفحة 42 - الجزء 1

  وقد غمرته السعادة فباشرهم بقوله: {أَنْ سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيًّا ١١} ولم يمنع عليه من النطق إلا ما كان من المحاورة في أمور الدنيا أما أمرهم بذكر الله فلسانه ينطلق وأمرهم بالتسبيح لأنه تنزيه لله وتكراره على ألسنتهم في الصباح وفي العشي لا يبقى مع ذلك أي شك أو شرك بالله، فسبحان العالم بخفيات الأسرار القادر على كل شيء، المعطي ما يشاء على مقتضى الحكمة لمن يشاء {أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ}⁣[النمل: ٦٢]، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله الطاهرين.

  

  قال تعالى: {وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلَا تَعْضُلُوهُنَّ أَنْ يَنْكِحْنَ أَزْوَاجَهُنَّ إِذَا تَرَاضَوْا بَيْنَهُمْ بِالْمَعْرُوفِ ذَلِكَ يُوعَظُ بِهِ مَنْ كَانَ مِنْكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكُمْ أَزْكَى لَكُمْ وَأَطْهَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ٢٣٢}⁣[البقرة]:

  نصيحة بالغة وتهديد شديد لولاة الأمور في شأن النساء المطلقات اللاتي قد خرجن من العدة أن لا يحولوا بين المطلِّق والمطلَّقة إذا كان هناك رغبة في العودة من الطرفين لا سيما إذا علم ولي المرأة ذلك، فإنه يجب عليه ويتحتم أن يوافق ولو كان ذلك يخالف هواه، وعليه أن يتأمل جيداً في قوله تعالى: {ذَلِكَ يُوعَظُ بِهِ مَنْ كَانَ مِنْكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ} فمن لم يتعظ بهذه الآية فليس من الإيمان والتصديق باليوم الآخر في شيء.