{إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون 19}
  بالهلاك بعد العرض على الله ورجعوا إلى أنفسهم متهمين قائلين: {وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ ١٠ فَاعْتَرَفُوا بِذَنْبِهِمْ فَسُحْقًا لِأَصْحَابِ السَّعِيرِ ١١}[الملك]، {قَالُوا رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْمًا ضَالِّينَ ١٠٦}[المؤمنون]، أجابهم مجيب من قِبَل الله تعالى: {أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ ٣٧}[فاطر].
  اللهم نجنا من مضلات الفتن، وارحمنا يا أرحم الراحمين، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله الطاهرين.
  
  {إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ١٩}[النور]:
  اللهم صل وسلم على سيدنا محمد وآله الطاهرين، تأمل أيها الطالب للنجاة، والهارب من عذاب الله في هذه الآية المباركة وما اشتملت عليه، خبر رباني ولا ينبئك مثل خبير، رحمة من الله بالمؤمنين وتحذير للجهلاء الغافلين، وصيحة بالويلات على المنافقين إخوان الشياطين، أكد الله خبره في هذه الآية بـ «إنّ» لعظم ما حذرنا عنه فيها وهوله كي لا نتساهل بشيء من ذلك: {إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا} قوله: «يحبون» المراد بذلك العزم والإرادة من قلوبهم، فمن أراد ذلك وأحبه ويريد وقوعه فقد تعرض بتلك الإرادة لذلك التهديد من العذاب الأليم في الدنيا