{إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون 19}
  والاخرة، والمراد بالفاحشة ما تستقبحه وتستفحشه عقول العقلاء لا سيما إذا وقع من أحد المؤمنين.
  نعم، حذر الله جميع المكلفين أن يتنبهوا لذلك وأن يصونوا أعراض المؤمنين وأن لا يصدقوا مقالة أحد تكلم في أحد من المؤمنين بكلام فاحش من زنا أو غيره مما يحط من قدرهم ويهانون به بين مجتمعاتهم، وأنه لا يجوز ولا ينبغي في حق المؤمنين إلا المدح والثناء والتشريف والتعظيم من القلب واللسان، فقد ورد في الحديث عن رسول الله ÷ وقد أشار إلى الكعبة قائلاً: «لهدمك حجراً حجراً أهون عند الله من هتك عرض مؤمن»، وعنه ÷: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت».
  كم مدح الله المحسنين والمتصدقين، وكذلك الصابرين والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس، وأصحاب الأخلاق الحسنة والدائبين في قضاء حاجات الضعفاء والمساكين وكل ذلك من أجل المؤمنين.
  فمن تناول أعراض المؤمنين بشيء مما تستفحشه العقول فقد تعرض لغضب الله الشديد وكذلك من رضي بذلك أو استمع ولم ينكر فقد شارك؛ لقول رسول الله ÷: «لا يحل لعين ترى الله يعصى فتطرف حتى تغير أو تنتقل».
  نعم، يتناول العامة والجهلة كلمات بذيئة من الشتائم والسباب وهؤلاء هم الذين مدح الله المؤمنين بقوله في شأنهم: {وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا ٦٣}[الفرقان].