{والفجر 1 وليال عشر 2 والشفع والوتر 3 والليل إذا يسر 4 هل في ذلك قسم لذي حجر 5}
  تلك المشاعر فلفت الله أنظار العقلاء إلى هذه المشاهد العظيمة بقسمه بالعشر جلت عظمته. {وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ ٣} ضمّن الله هاتين اللفظتين كل مخلوقاته صغيرها والكبير، ما يرى وما لا يرى، فلا شيء يعلمه الله مما يُعَدّ إلا وقد دخل في هذين العددين، فسبحان من أحصى كل شيء عدداً وأحاط بكل شيء علماً! هاتان اللفظتان اللتان أقسم الله بهما تضمنت ما في قوله تعالى: {وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ ٥٩}[الأنعام]، وما في قوله تعالى: {يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ٤}[الحديد]،.
  قوله تعالى: {وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ ٤} الليل سريانه مستمر متنقل لا يغيب عن سكان أهل الأرض وهو من آيات الله العظيمة ونعمه البالغة، وفي هذه الأشياء التي أقسم بها خالقنا تَرَقٍّ من أدنى إلى أعلى وهي تشعر بغاية الغضب على أعداء الله الكافرين بدليل ما تضمنت من المعاني وما بعدها من التهديد، وجواب القسم محذوف وتقديره: لنعذبنهم، أو لنهلكنهم.
  ثم ذكر الله عذابه لثلاث من الأمم طاغية أولها: عاد قوم هود #، وقد ذكر الله قوتهم وما كانوا عليه في آيات أخر، وأنه عذبهم بريح صرصر عاتية سخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام