شرح وبيان لآيات وأحاديث وحكم علوية،

عبد الله بن علي القذان (معاصر)

[الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر]

صفحة 94 - الجزء 1

  عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلَا يَشْكُرُونَ ٣٥ سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ وَمِنْ أَنْفُسِهِمْ وَمِمَّا لَا يَعْلَمُونَ ٣٦}⁣[يس]، وكذلك بقية الدواب والنباتات غير المعروفة عندنا وغير المرغوبة خلقها دلائل على قدرته، فالنظر فيها وفي خلقها يقوي معرفة البصير بخالقه ويزيده ثباتاً وركوناً ووثوقاً برازقه، فسبحان من خلق فسوى وقدر فهدى وأخرج المرعى فجعله غثاءً أحوى!

  وعليك بالإكثار من التفكير، فالتفكر حياة قلب البصير، قال ذلك سيد الوصيين وإمام المتقين مَنْ هو مِنَ النبي بمنزلة هارون من موسى إلا النبوة، وصلى الله على سيدنا محمد وآله الطاهرين.

[الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر]

  

  قال رسول الله ÷: «لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليسلطن الله عليكم شراركم فيدعو خياركم فلا يستجاب لهم»:

  ثمرة تطبيق هذا الحديث عاجلة في الدنيا قبل الآخرة، كما أن عقوبته كذلك؛ فإنك لا ترى بلدة من البلدان تعاون أهلها على إحياء دين الله القويم، إلا نصرهم الله على الشيطان الرجيم وعلى أعوانه من الإنس واستقامت حياتهم وصلحت أحوالهم.

  نعم، الإرشاد في البلدان بمثابة العافية في الأبدان بعد البلاء المنهك، يرون ذلك بأعينهم فلا بلد فيها مدرسة علمية إلا سعد