[حفظك لما في يديك خير لك من صبر الناس عليك]
[حفظك لما في يديك خير لك من صبر الناس عليك]
  ومن حكمه وتأديبه # قوله: (حفظك لما في يديك خير لك من صبر الناس عليك) بهذا اللفظ أو معناه:
  درر ذهبية صاغها حكيم فكم حكمة صنعت على لسانه ودرجت من بين شفتيه وأسنانه حقيقة بأن تشد لها الرحال، فالبصيرة في الإنفاق من شيم أهل العقول الزكية والأخلاق المرضية قال ربنا جل شأنه في وصفهم: {وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا ٦٧}[الفرقان]، والتبذير من عمل الشيطان، فالتدبير من عمل الشاكرين والتبذير عمل إخوان الشياطين ومع البصيرة يحفظ الإنسان ماء وجهه مع القوي والضعيف.
  يقول أمير المؤمنين سلام الله عليه: (استغن عمن شئت تكن نضيره، واحتج إلى من شئت تكن أسيره، وأحسن إلى من شئت تكن أميره)، ولا يجتمع زهد وفقر ولا عدم المبالاة في الإنفاق والشكر، فالحكيم تكفيه الإشارة.
  قال #: (العلم نقطة وكثره الجاهلون) فمن أخذ بهذا التأديب فقد أخذ بحظ وافر من الحكمة، كيف والمؤدب أمير المؤمنين وسيد الوصيين وعيبة علم رسول رب العالمين، صنو الرسول وزوج البتول من أيد الله به دين الإسلام وذريته حجج الله على خلقه إلى يوم الزحام، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله الطاهرين.