الجناح إلى طريق النجاح،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

النية

صفحة 15 - الجزء 1

  جاءت الرواية عن النبي ÷: «إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئٍ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته إلى امرأة ينكحها أو دنيا يصيبها فهجرته إلى ما هاجر إليه».

  وقد قال تعالى: {فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا}⁣[الكهف: ١١٠]، وقال تعالى: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ ... الآية}⁣[البينة: ٥]، فعلى المسلم أن يكون متيقظاً شديد التيقظ، ومتحذراً شديد الحذر من تلك المداخل التي يتسلل منها الشيطان، فيغلقها في وجهه، وقد حكى الله تعالى عداوة الشيطان، وما أخذ على نفسه في قوله تعالى: {ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ}⁣[الأعراف: ١٧].

  وإغلاق الأبواب في وجه الشيطان يتم بما يلي:

  ١ - الاستعانة بالله تعالى، والاستعاذة به من الشيطان، وكثرة الدعاء.

  ٢ - إذا حدثتك نفسك بأنك ستنال المكانة العالية، وسيشار إليك بالبنان أو بنحو ذلك فجدّ في طلب العلم؛ لتصل إلى هذا الأمل السعيد، فإذا حدثت نفس المرء بهذا أو نحوه، فليقل لها: اخسئي أيتها النفس الأمارة بالسوء، فإن المغرور من صدقك، وليقل: اللهم إني أعوذ بك من شر نفسي، اللهم أعني على نفسي، وليعلم المؤمن أن الإخلاص يبلغ بالمرء الذروة من الشرف والرفعة، وينزله منازل الأبرار، ومن هنا