الأمر الثاني: الاستعانة بالله تعالى
  شكوت إلى وكيع سوء حفظي ... فأرشدني إلى ترك المعاصي
  وأنبأني بأن العلم نورٌ ... ونور الله لا يؤتى لعاصي
  وهذا صحيح، فإنا وجدنا الله سبحانه قد جعل العلم والنور ثواباً عاجلاً للمتقين المهتدين، فقال تعالى: {وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى}[محمد: ١٧]، وقال تعالى: {إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا}[الأنفال: ٢٩] أي نوراً تفرقون به بين الحق والباطل، وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ ... الآية}[الحديد: ٢٨].
  وفي الحديث: «من أخلص لله أربعين صباحاً قائماً ليله صائماً نهاره تفجرت ينابيع الحكمة من على لسانه» أو كما قال.
  فعلى طالب العلم الإكثار من التوبة والاستغفار وملازمة التقوى، وألا يتساهل في شيء من معصية الله تعالى.
  فهذه الأمور الثلاثة يجب أن يستحضرها الطالب للعلم في وقت النية وبعدها، وفي حال طلب العلم، وعليه أن يكثر من الدعاء والاستغفار وطلب الإعانة من الله، وأن لا يمل من ذلك، فإن الله تعالى لا يخيب من دعاه، ولا يقطع رجاء من رجاه، فإنه تعالى سميع عليم، غفور رحيم، قريب مجيب.
  نعم، ولعل الإخلاص هو السر في الأضعاف المضاعفة من عشرة أضعاف إلى سبعمائة إلى ما شاء الله من الأضعاف.