الجناح إلى طريق النجاح،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

كيف يكون الطالب حال الطلب؟

صفحة 19 - الجزء 1

  خزائن السماوات والأرض في يده، وأنه ما صرف عنه الدنيا إلا بعلم وحكمة، وأن فعل الله فيه رحمة له وخير له، فطرد هموم الدنيا وأحزانها عن قلبه، وحل محلها القناعة، وعرف أن ما قضاه الله تعالى خير، فهو من عباد الرحمن حقاً وصدقاً، قد أخضع هوى نفسه لربه، وتواضع لعظمته، واستسلم لعزته وخشع لرهبته، فتخلى عن شخصيته ومعنويته، وعزته وكرامته.

  وكان كما ورد في الأثر: «المؤمن هين لين»، «المؤمن غر كريم».

  ثانياً: لمشائخه، فعليه أن يوقرهم ويعظمهم، ولا يرفع صوته عليهم، ويتأدب في السؤال والجواب، وفي الحوار والخطاب، ولا يترفع عن الاستفادة من أي شيخ؛ فإن الرفعة في التواضع.

  ثالثاً: لزملائه، فلا يترفع عليهم، ولا يسيء في خطابه إليهم، وعليه أن يوقرهم ويبجلهم، ويعظمهم، ولا يرى لنفسه عليهم حقاً، ولا يتهمهم بالتقصير في حقوقه وإن كان أكثر منهم علماً، وأرفع نسباً، وحري بمن كان كذلك أن يكون أشدهم تواضعاً، وأكثرهم مراعاة لحقوق زملائه؛ فإنه لا يزيده ذلك إلا رفعة.

  والواجب على من فضله الله تعالى بعلم أو فهم أو نسب أن يشكر الله تعالى، والشكر لله تعالى هو بالتواضع له سبحانه وتعالى، وبالتواضع لعبيده، وأن لا يتطاول على أحد من خلقه، ثم يحمد الله تعالى على ما آتاه من الفضل، ويسأل ربه أن يزيده من فضله.