الجناح إلى طريق النجاح،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

الحسد

صفحة 23 - الجزء 1

  وعرف أن الفقر شعار الصالحين، وزينة المتقين، وصديق الأنبياء والمرسلين. وعرف أنه إن رضي فله رضا الله، وإن سخط فله سخط الله، وأن الله تعالى لم يعط من أعطى لكرامته عليه، ولم يحرم من حرم لهوانه عليه. وأنه إن سخط قسمة الله وكرهها فإن ذلك لا يردها، فأراح نفسه من التعب. وأن الفقر أقرب إلى التقوى، وأبعد من الذنوب الناتجة عن التفريط في الحقوق المالية، وأبعد من شواغل القلب، ومن حسد الناس وعداوتهم لأجل المال.

  المؤمن العاقل يعرف أن ذلك فتنة واختبار، يختبر الله تعالى بذلك عباده، ومن هو الذي سينجح في هذا الاختبار، ويصل إلى العاقبة الحسنى التي أعدها الله للناجحين.

  وليعلم الطالب أن الله سبحانه وتعالى سيأجره على الصبر ومدافعة الحسد، وعلى الرضى بما قضاه الله تعالى فيه.

  فعلى هذا يكون المؤمن قد استجمع الخير ولفه إليه من جميع أطرافه، فمن هنا يكون الفقر نعمة يجب أن تشكر.

  نعم، الحسد آفة عظيمة وبلية جسيمة تحتاج إلى قوة إيمان وإلى همة عالية ويقين، وللسلامة من الحسد ينبغي:

  أولاً: أن يعلم أن الله هو الذي قسم بين عباده، لحكمة بالغة.

  ثانياً: أن يجاهد نفسه، ويكبح جماحها، ويقول لها: اخسئي أيتها النفس الأمارة بالسوء، والداعية إلى الخسران، وإلى طاعة الشيطان، أتريدين أن أدخل في صف اليهود الذين ذمهم الله تعالى على الحسد