الجناح إلى طريق النجاح،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

الحسد

صفحة 24 - الجزء 1

  فقال: {أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا}⁣[النساء: ٥٤].

  ثالثاً: الإكثار من الدعاء والتضرع إلى الله والاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، ومن شر النفس الأمارة بالسوء.

  رابعاً: الدعاء في السر لمن تهم نفسك بالحسد له، وتقول: اللهم زده نعماً إلى نعمه، وفضلاً إلى فضله، ثم تقول: يا ذا الفضل العظيم هب لي من فضلك، وزدني ولا تنقصني، وأكرمني ولا تهني، وأعطني ولا تحرمني، وآثرني ولا تؤثر عليَّ، وأعزني وارفعني، وأوسع لي في رزقي، وأصلح ديني ودنياي وآخرتي، ولا تفتني بما منعتني، وهب لي نوراً أمشي به في الناس، وأهتدي به في الظلمات، وزدني علماً، اللهم أنت العليم الحكيم، أنت تعلم ما يصلحني وما يفسدني، فهب لي ما يصلحني واصرف عني ما يفسدني، ورضني بما قسمت لي، يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث، اللهم صل وسلم على محمد وآله الطاهرين، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، والحمد لله رب العالمين.

  هذا، واعلم أن طبيعة الحسد عند كل إنسان، لكن المؤمن يجاهد هذه النزغة التي جبلت عليها النفس ويردها، ولا يستجيب لداعيها، وبسبب المدافعة يستحق المرء الثواب، وحسن العاقبة؛ لأن الثواب على قدر المشقة، وفي ذلك من المشقة ما يحق له أن يسمى بالجهاد الأكبر.