الجناح إلى طريق النجاح،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

عادة سيئة

صفحة 25 - الجزء 1

عادة سيئة

  قد يكون للطالب رفعة ومكانه إما في مدرسته وبين طلبته، وإما في مكان آخر فيسيئه أن يتعلموا من غيره؛ لئلا تنقص مكانته في نفوسهم، ويقوم ويقعد لذلك، وهذا من عمل الشيطان، إنه عدوٌ مضل مبين، فليحذر الطالب أن يكون هكذا فلقد خاب إذاً وخسر.

  فالطالب المؤمن يسعى بكل جهده في تعليم طلبته أو أهل قريته، سواءً كان هو المعلم لهم أو غيره، فإن أخذوا العلم عن غيره فإنه لا ينقص من أجره ومكانته عند الله شيء، بل ولا عند الناس، فليعلم الطالب أن الله سبحانه وتعالى هو الذي يرفع ويضع، ويعز ويذل، وليطمئن على مكانته وعلى رفعته وعزته إذا كانت نيته خالصة لله تعالى، فإنه ليس لأحد إلى هدمها من سبيل، واللازم على الطالب الاقتداء بنبيه ÷، فلا يطلب على التعليم أجراً، ولا يقصد به جزاءً ولا شكراً، بل يُعلِّم ابتغاء رضوان الله، ولا يرى لنفسه منة عليهم، وإن كانت المنة لازمة عليهم.

  أما أولئك الذين يستاؤون إن أفدت طلبتهم، أو نصحتهم، أو خطبت في قريته ووعظت، ويظنون أن أولئك الطلبة أو أهل تلك القرية سلمٌ لهم وحكر عليهم، فلا يحق لأحد أن يأتيهم، ولا لهم أن يأتوا إلى أحد ولو كانوا في حاجة، فهذا الصنف من الطلبة لا خير فيهم، وسعيهم في ضلال، ولن يجنوا إلا الخسران، ونقول لهم: توبوا إلى الرشد، وأصلحوا نياتكم، واطلبوا الثواب من ربكم، ولا تكن