عادة سيئة
  أعمالكم لطلب المكانة والرفعة، اطلبوا الرفعة من الله تعالى، وأتوا البيوت من أبوابها، فإن الكرامة في التقوى، قال تعالى: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ}[الحجرات: ١٣] والعزة هي في طاعة الله، قال تعالى: {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ}[المنافقون: ٨].
  وإنكم بهذا قد أغلقتم باب المعاونة التي فرضها الله في القرآن حيث يقول: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ}[المائدة: ٢].
  نعم، قد لا يخلو الطالب من وساوس النفس الأمارة بالسوء، ومن نزغات الشيطان الرجيم في حال طلب العلم وقبله وبعده، ولكنه في حال الطلب للعلم ربما زادت نزغات الشيطان، فقد يكون للطالب زملاء في مستوى واحد، وفي مرتبة واحدة، ومع مرور الأيام يتقدم عليهم بعضهم في الحفظ والذكاء، وجودة الفهم، وحسن المناقشة والاعتراض والجواب، ثم يحظى من بينهم بالنباهة، وحسن الذكر عند الأساتذة، وبين أهل قريته ومجتمعه، مما يؤدي ذلك إلى حسد زملائه له، ثم إلى تنقيصه وذمه واتهامه، وهكذا الأستاذ قد ينبغ من بين طلبته نابغ فيحظى بالنباهة مما يدعو أستاذه إلى الحسد له.
  فليحذر طالب العلم عند حصول مثل ذلك من أن يقع في حبائل الشيطان، وليجاهد نفسه أشد المجاهدة، فإن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي، ولا يطع نفسه في شيء من ذلك أبداً، وليصبر على