الجناح إلى طريق النجاح،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

التعاون

صفحة 30 - الجزء 1

  وقال تعالى: {لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ}⁣[الأنفال: ٢٧]، وقال تعالى في مدح المؤمنين: {وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ}⁣[المؤمنون: ٨].

  وعلى الجملة فإن طلب العلم ونشر العلم وتعليمه من أكبر أنواع البر، وقد فرض الله تعالى على عباده في كتابه التعاون على البر في الآية الأولى، وبناءً على هذا فإن كل ما يساعد على نشر العلم أو يرغب فيه، فإنه من تمامِ المعاونةِ المأمور بها في القرآن الكريم في قوله تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى ... الآية}⁣[المائدة: ٢].

  ومن تمامِ الدعوةِ إلى الله التي نوَّه الله بصاحبها في قوله: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ}⁣[فصلت: ٣٣].

  فعلى المعلم في المدرسة أو العامل فيها أن يحتسب الأجر من الله، وليعلم أنه عامل من عمال الله، وعليه أن لا ينظر إلى من فوقه أو تحته، أو من يساويه بل يعمل عمله من أجل ثواب ربه، ومن أجل أمر ربه بالمعاونة لطلبة العلم، ولا يأنف إذا قال له آمر فوقه: اعمل كذا، فإن الأنفة من ذلك هي من نزغات الشيطان، يريد أن يصده بها عن عمل البر والتقوى.

  غير أن من الواجب على كل عامل في المدرسة أن يتجنب كل لفظ فيه تعالٍ ورفعة، وعليه أن يستعمل اللطف في طلب المعاونة من الطلبة أو من غيرهم، ويتجنب الأوامر الحازمة التي يمكن أن