الجناح إلى طريق النجاح،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

التعاون

صفحة 32 - الجزء 1

  فليعلم الطلبة والمعلمون أن الكلمة القاسية بين المؤمنين مكروهةٌ في الإسلام، وأن الكلمة التي هي أحسن فريضةٌ واجبة بين المؤمنين، فرضها الله في القرآن ودعا إليها الرحمن وكرر ذكرها في آيات كثيرة؛ لما لها من الشأن والمكانة عند ذي الجلال والإكرام.

  فمن ذلك زيادة على ما سبق: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ}⁣[النحل: ١٢٥].

  وقد ضرب الله المثل للكلمة الطيبة، وللكلمة الخبيثة في كتابه الكريم، وكم في السنة في هذا الباب، ولكن ما ذكرنا فيه كفاية لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.

  الإنسان هو محل الخطأ والنسيان، فقد تزل به قدمه؛ إما عن جهل أو غضب أو عن غير ذلك، فيخالف تأديب ربه، فيخشن في كلامه على زملائه أو على طلبته ويتجاوز الحدود، فاللازم علينا عند هذه الحالة أحد أمرين:

  ١ - أن نداويها بالعلاج الذي عالجها الله تعالى به، قال تعالى: {وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ}⁣[فصلت: ٣٤] فالواجب رد الكلمة السيئة بالكلمة التي هي أحسن، وقد مدح الله عباد الرحمن بمدائح في سورة الفرقان، منها قوله: {وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا}⁣[الفرقان: ٦٣] ومعنى (قَالُوا سَلَامًا) على أحد تفسيرين:

  قالوا قولاً يسلمون من تبعاته، فلا يلحقهم بسببه ذنب.