الجناح إلى طريق النجاح،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

عوائق في سبيل طالب العلم

صفحة 37 - الجزء 1

  وهكذا كلما حصل له فراغ، وليصبر على ما لحقه من الأذى من أبويه بسبب طلب العلم، وليستعن بالله كما قدمنا، فإن الفرج مع الصبر، وقد قال الله تعالى: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا ٢ وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ}⁣[الطلاق]، فهذا وعد من الله، فليثق طالب العلم بوعد الله.

  ٢ - الفقر: الفقر هو سيماء طلبة العلم وحليتهم، بل إنه أحد الستة التي لا ينال العلم إلا بها، وهي:

  ذكاءٌ وحرص وافتقار وغربة ... وتلقين أستاذ وطول زمان

  فليحمد اللهَ طالبُ العلم أن وفقه لطلب العلم، وحماه من زينة الدنيا ومتاعها، فلولا توفيق الله تعالى وحمايته؛ لاستهوته زينة الحياة الدنيا وشغلته عن ذكر الله وطلب العلم.

  وعلى المؤمن - وخصوصاً طالب العلم - أن لا ينظر إلى أهل الدنيا، أو إلى من هو فوقه في المعيشة، فإن ذلك سوف يؤدي إلى أن يحتقر نعمة الله التي هو فيها، وعليه أن يكرر النظر إلى من هو دونه في المعيشة والصحة وقلة ذات اليد، وأن ينظر إلى أهل العاهات والمصائب والأمراض، فإن ذلك سوف يؤدي به إلى شكر النعمة التي هو فيها واستعظامها، وبذلك ينال ثواب الشاكرين، ويحظى برضا رب العالمين.