عوائق في سبيل طالب العلم
  وبهذا أوصى النبي ÷ أبا ذر الغفاري، فقد أوصاه بأن ينظر إلى من هو دونه، وأن لا ينظر إلى من هو فوقه.
  وبعد، فإنها وصية الله تعالى لنبيه ÷ في الكتاب الكريم، قال تعالى: {وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ}[طه: ١٣١]، وقال تعالى لنبيه ÷: {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا}[الكهف: ٢٨].
  فقد أمر الله نبيه ÷ أن يصبر مع المؤمنين المساكين، ولا يعدِّي بصره إلى أهل الدنيا وأهل الغنى والترفه، ثم قال الله تعالى للفقراء من المؤمنين مسلياً لهم عن الدنيا، ومذكراً لهم بنعمه عليهم: {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُوْنَ}[يونس: ٥٨] وقال سبحانه لنبيه ÷: {فَلَا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ... الآية}[التوبة: ٥٥].
  فعلى المؤمن وطالب العلم خصوصاً أن يسير على ضوء هذه الوصايا الربانية التي جاءت في القرآن الكريم، وأن يتخلق بهذا الخلق الرفيع الذي تخلق به النبي ÷ والصالحون من أمته.
  وليعلم الطالب أن الفقر والغنى ليس ميزاناً تعرف به منازل الرجال في التقوى، بل لا يعدو الأمر أن يكون كما قال الله تعالى: {وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً}[الأنبياء: ٣٥]، وكما قال تعالى: {وَجَعَلْنَا