الجناح إلى طريق النجاح،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

عوائق في سبيل طالب العلم

صفحة 41 - الجزء 1

  يخرج من حالته في أسرع وقت، وهذه محاولة فاشلة؛ لأنها مخالفة لما جعل الله أمر الدنيا عليه، فالأولى أن يُصَبِّرَ الإنسانُ نفسَه ويُمرِّنَها على طول الانتظار، وفي الحديث: سئل رسول الله ÷، أي الناس أشد بلاءً؟ «قال: الأنبياء، ثم الأمثل فالأمثل، يبتلى الناس على قدر دينهم، فمن ثخن دينه اشتد بلاؤه، ومن ضعف دينه خف بلاؤه، وإن الرجل ليصيبه البلاء حتى يمشي على الأرض ما عليه خطيئة» [ابن حبان].

  ٣ - عدم الفهم: قد تمر أيام كثيرة على الطالب، وهو متفرغ لطلب العلم ومجدٌ في ذلك، فيرى زملاءه أو الطلبة من حوله قد استفادوا وتفتحت لهم أبواب الفهم، بينما هو على العكس منهم، لم يحصل على كثير فائدة، وما زالت أبواب الفهم مغلقة في وجهه، فربما حدث نفسه بترك طلب العلم لذلك.

  فنقول له: أيها الطالب لا تترك طلب العلم، ولا تيأس من روح الله وفضله، واصبر على الطلب، وأكثر من الدعاء والاستغفار والتوبة، فإن الله سبحانه يقول: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ}⁣[غافر: ٦٠]، واعلم أن ما تحدثك نفسك به من ترك طلب العلم إنما هو من حديث الشيطان ووساوسه، فاصبر فإن الفرج مع الصبر، ولن يخيب الله عباده المخلصين التائبين، وعن قريب يفتح الله عليك أبواب الفهم الموصدة، ويشرح صدرك بأنوار العلم والحكمة.

  ولقد بلغنا عن شيخ الأئمة القاضي عبد الله بن علي الغالبي، ذلك العالم الكبير، والبحر الغزير، ذي الفضل الشهير، ¦،