الجناح إلى طريق النجاح،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

الفائدة السادسة: الاستفادة من وقت الفراغ:

صفحة 49 - الجزء 1

  العلم - إن أراد العلم - في الدعوة إلى الله تعالى والإرشاد لعباده، فإن الله سبحانه وتعالى جعل العلم والحكمة جزاءً لعباده المحسنين، فقال سبحانه في سورة يوسف: {وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ}⁣[يوسف: ٢٢]، والمعنى أن الله تعالى قد أعطى يوسف العلم والحكمة حين كبر وبلغ مبالغ الرجال، ثم أخبر تعالى أن مثل هذا العطاء الذي أعطاه يوسف يعطيه للمحسنين جزاءً على إحسانهم، فهذا خبر من الله تعالى، ووعد للمحسنين بالعلم والحكمة جزاءً على إحسانهم.

  والدليلُ على أن المرشد داخل في زمرة المحسنين الموعودين بالعلم والحكمة قولُ الله تعالى: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ}⁣[فصلت: ٣٣].

  وقد جرت سنة الله تعالى بأن الجزاء يكون من جنس العمل، ومن هنا يقول الله تعالى: {لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ}⁣[إبراهيم: ٧]، وفي الحديث المروي: «عِفُّوا عن نساء الناس تعف نساؤكم، وبروا آباءكم تبركم أبناؤكم» «مَنْ سَمَّعَ سَمَّعَ الله بِهِ، وَمَنْ يُرائِي يُرائِي اللهُ بِهِ» ... إلى غير ذلك من الآيات والأحاديث المروية عن النبي ÷.

  غير أن حصول ذلك مرهون بخلوص النية وصلاح الفؤاد لله رب العالمين، فليحذر المسلم من أن يخالط نيته ما يكدرها، فإن الله تعالى لا يقبل من الأعمال إلا ما كان خالصاً لوجهه الكريم.