الجناح إلى طريق النجاح،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

الفائدة الحادية والثلاثون: موقف المؤمن من العصاة:

صفحة 77 - الجزء 1

  ويتلطف لهم ويتلين، ثم يعظهم، ولكن بعد أن يحس منهم بالاحترام له والتقدير، وفي ظني أن التلين لهم واستعمال الأخلاق الطيبة هو الذي سيجرهم إلى التوبة والإقلاع.

  فبالأخلاق العظيمة جر النبي ÷ الناس إليه، وجذبهم إلى محبته والدخول في دينه ÷، وتماماً كما قال الله تبارك وتعالى: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ}⁣[آل عمران: ١٥٩]، ومن هنا قال الله تعالى لنبيه ÷: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ}⁣[القلم: ٤]، فهذا هو الواجب على المتصدي للإرشاد.

  فإن قلت: إن المعروف في حق أهل المعاصي هو المقاطعة، وإظهار العداوة كما في قوله تعالى: {لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ... الآية}⁣[المجادلة: ٢٢].

  قلت، وبالله التوفيق: المسألة مع أهل الفسوق والعصيان ذات حالات:

  الحالة الأولى: هو ما ذكرناه في أول هذا المبحث.

  الحالة الثانية: بعد أن تمر المرحلة الأولى، ويطبقها المرشد بما في ذلك استعمال المواعظ، هنالك قد يستحي هذا الفاسق، ويظهر الإقلاع والتوبة، وإن لم يكن في الواقع كذلك.

  الحالة الثالثة: أن يقلع ويتوب حقاً ظاهراً وباطناً، وتظهر عليه علامات ذلك.

  الحالة الرابعة: أن يكف هذا الفاسق من التظاهر بالعصيان ولا يظهر التوبة والإقلاع، ولكنه قد استحيى، فكف ظاهراً، وأبدى