الجناح إلى طريق النجاح،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

النية

صفحة 14 - الجزء 1

  

  الحمد لله الذي علم بالقلم، علم الإنسان ما لم يعلم، وصلوات الله وسلامه ورحمته وبركاته على رسوله المبعوث رحمة للعالمين، وعلى أهل بيته المطهرين، وبعد:

  فقد اقترح بعض الإخوان وضع باب يتضمن ما ينبغي أن يكون عليه طالب العلم، فاستحسنت ذلك، وها أنذا أشرع في المقصود مستعيناً بالغفور الودود.

النية

  فأول ما ينبغي لمن يريد طلب العلم تقديم النية الحسنة، والنية الحسنة: أن يعزم في قلبه عزماً، ويعقد في قلبه عقداً على أن يطلب العلم الذي أنزله الله على نبيه ÷ وألزم المكلفين بمعرفته.

  ونجاح هذه النية، والحصول على الغاية منها مرهون بعدة أمور لابد من توفرها:

الأمر الأول: الإخلاص

  فلا بد أن تكون النية خالصة لا يخالطها ما يكدر صفوها، ولكي تكون النية خالصة لله فيجب مجاهدة النفس فيما تدعو إليه من حب الرفعة والترؤس، وحب الجاه والمال، وحب الثناء، فالنفس بطبعها تدعو إلى ذلك دائماً، وتميل إليه وتنجذب، ومن خلال ذلك يتسلل الشيطان إلى قلب المسلم فيفسد عليه نيته، وما يبتني عليها، ومن هنا