الجناح إلى طريق النجاح،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

كيف يكون الطالب حال الطلب؟

صفحة 18 - الجزء 1

  وقد قال الرسول ÷ في بيان منزلة الإخلاص وأهميته: «الناس كلهم هلكى إلا العالمون، والعالمون كلهم هلكى إلا العاملون، والعاملون كلهم هلكى إلا المخلصون، والمخلصون على خطرٍ عظيم».

  لهذا ترى المخلص يعمل الخير، ويحارب الشر، وإن لم يكن له فيه منفعة ولا هوى، لا تهمه الشهرة، ولا محمدة الناس، ولا رضاهم، بل إنه يؤثر الخفاء على الشهرة، وعمل السر على عمل العلانية، تجنباً للرياء، وبعداً بنفسه عن مزالق الشرك الخفي، متمنياً أن يكون من الأبرار الأتقياء الأخفياء، الذين إذا حضروا لم يعرفوا، وإذا غابوا لم يفتقدوا.

كيف يكون الطالب حال الطلب؟

  يجب أن يكون الطالب حال الطلب متواضعاً:

  أولاً: لربه وخالقه تبارك وتعالى، فيمتثل لأمره، وينتهي عند نهيه، ويتأدب بآدابه، ويرجوا ثوابه، ويخشى عذابه، ومعنى ذلك: أن يتخلى عن نفسه ويسلمها لربه خالصة، ويعتقد في قلبه ذلك، وأنه عبد لله تعالى مملوك، لا أمر له معه، يسير في طريق الله التي رسمها لعباده من غير تلكؤ ولا استبطاء ولا ضجر، قد رضي عن الله في كل ما أمر ونهى، في كل ما قسم له من العافية والبلاء، والفقر والغنى، لا يحسد أحداً على ما آتاه الله من فضله، ولا يتبرم بما هو فيه من الفقر والبلاء، ولا يشكو إلى أحد فقراً ولا بلاءً، بل هو في كل حالاته سعيد راضٍ بما هو فيه، قد عرف أن ربه غني حميد، وأن