الجناح إلى طريق النجاح،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

الحسد

صفحة 21 - الجزء 1

  ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ}⁣[الأحزاب: ٥٣].

  فعلى الطالب أن يكون في غاية التواضع، ومن ذلك أن لا يلوح لزميله بسوء الفهم، فإن ذلك مما يصدع القلوب، ويكدر صفو المودة، وقد أمر الله تعالى بإصلاح ذات البين في قوله تعالى: {فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ}⁣[الأنفال: ١].

  ولن يتم هذا الواجب الذي افترضه الله تعالى في الكتاب الكريم إلا إذا تجنب المرء أسباب الشيطان التي تكدر الصفو، ثم القيام بحقوق الأخوة الإسلامية.

  * * * * *

الحسد

  يتفاوت طلبة العلم كغيرهم في الذكاء وغيره، فبعضهم أذكى من بعض، فهذا سريع الفهم، وهذا بطيء الفهم، وهذا له وجاهة بين الزملاء وذاك بخلافه، وهذا له محبة عند زملائه والآخر بخلافه، وهذا محظوظ في رزقه وهذا محروم، وبعضهم له قدرة على التعبير والخطابة، وهذا أقل مقدرة منه، وآخر صوته حسن وذاك بخلافه.

  وقد يكون الأقل علماً أكثر حظاً في إقبال الطلبة إليه والدرس عنده وهكذا، ومن هنا قال تعالى: {وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ}⁣[الفرقان: ٢٠].