الاشتغال بعيب النفس
  وكفى بهذا ثواباً وأجراً، وقال الشاعر، وهو أبو نواس:
  خل جنبيك لزام ... وامض عنه بسلام
  مُتْ بداء الصمت خيرٌ ... لك من داء الكلام
  إنما السالم من ألـ ... ـجم فاه بلجام
  * * * * *
الاشتغال بعيب النفس
  وعلى الطالب أن يشتغل بعيوبه وذنوبه، ولا يشغل نفسه بالتتبع لعورات الآخرين والتجسس عليهم، فإن الله سبحانه وتعالى قد نهى المؤمنين عن ذلك في سورة الحجرات فمن كان من المؤمنين، فليتق الله، وليترك التجسس والتتبع لمعائب الآخرين، قال تعالى: {وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا}[الحجرات: ١٢].
  وفي السنة الكثير من التحذير عن ذلك والوعيد الشديد، ولكن فيما ذكرنا من النهي في القرآن كفاية لأهل القرآن.
  فالمؤمن له من نفسه شغل شاغل، فليشغل الطالب نفسه بنفسه، ولا يستنبط ويجتهد في فلان وفلان، فلان طيب وفلان دونه، وفلان خبيث وفلان منافق، فهذا من الفضول المذموم، والخلق المشؤوم، وقد قال الله تعالى في مثل ذلك: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا ٧٠ يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ٧١}[الأحزاب].