الجناح إلى طريق النجاح،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

الكبر

صفحة 42 - الجزء 1

  أنه كان يطلب العلم في الجامع الكبير في صنعاء مدة سنة كاملة، فانتهت السنة ولم يعرف ما هو حرف العطف، ولكنه لم يصده ذلك عن طلب العلم، فواصل الطلب وصبر وجد واجتهد، حتى فتح الله عليه أبواب الفهم والعلم، فصار فيما بعد شيخ الأئمة، ومرجع الأمة، ثم هاجر ¦ من صنعاء لما كثرت الفتن هناك إلى ضحيان، فنشر العلم في هذه البلاد الشامية، وقد كاد أن يضمحل، فجزاه الله خير الجزاء، وأثابه المثوبة الحسنى في الدنيا وفي الأخرى.

  فلا تيأس أيها الطالب من رحمة الله وفضله، فإن طلب العلم فريضة، ولا تكن الرابع فتهلك، واعلم أنك في سبيل خير ما دمت في طلب العلم.

  * * * * *

الكبر

  وعلى طالب العلم أن يطهر قلبه من الكبر، فإنه أحد أسباب عدم الفهم، وقد اخبر الله تعالى أنه سيجازي المتكبرين بأن يصرفهم عن فهم آياته، فقال تعالى: {سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ ... الآية}⁣[الأعراف: ١٤٦].

  والكبر يتمثل في رد الحق ودفعه وعدم الرضا به، كما يتمثل في احتقار الناس وازدرائهم، فعلى طالب العلم خصوصاً أن يوطن نفسه، ويعقد عزمه ونيته على قبول كل ما جاء من عند الله ورسوله، وأن يلين جانبه للناس، فإذا قبل الحق أياً كان وألان جانبه للناس فهو من المتواضعين.