الجناح إلى طريق النجاح،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

كتمان المصيبة

صفحة 43 - الجزء 1

  وفيما قصَّ الله تبارك وتعالى من تكبر إبليس ثم طرده من رحمة الله إلى لعنته أكبرُ العظات لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.

  وهناك مزالق قد تزل فيها الأقدام، فليتحذر الطالب من أن تزل فيها قدمه، وسأذكر واحداً من تلك المداحض؛ لما له من الأهمية، وهو: حب أهل بيت النبي ÷، ومتابعتهم، وموالاة وليهم، ومعاداة عدوهم، والقول بفضلهم، فقد أوجب الله تعالى ذلك في كتابه العظيم، وعلى لسان رسوله الكريم ÷.

  فالطالب قد يشمئز من بعض ذلك ويأنف - وهي طبيعة البشر - غير أن المؤمن يؤثر رضى الله تعالى على رضى نفسه، ويقبل أحكام الله تعالى التي جاءت في كتابه وعلى لسان رسوله ÷ ويقول: سمعنا وأطعنا.

  * * * * *

كتمان المصيبة

  إن مما يجدر بالمؤمن كتمان المصائب النازلة به، وأن لا يبدي صفحته لمخلوق، وقد حرم الإسلام الهوان والذلة والضعة، فقد جاء في الرواية عن النبي ÷: «من أصبح حزيناً على الدنيا أصبح ساخطاً على ربه، ومن أصبح يشكو مصيبة نزلت به فإنما يشكو الله تعالى، ومن تضعضع لغني لينال مما في يديه أسخط الله ... الحديث».