الجناح إلى طريق النجاح،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

من خلق المسلم

صفحة 44 - الجزء 1

  وروي عنه ÷: «من جلس إلى غني فتضعضع له لدنيا تصيبه ذهب ثلثا دينه ودخل النار».

  فاللائق بالمؤمن أن يتماسك على ما به من مصيبة حتى تنجلي، دون أن يذل لأحد ولو كان أخا ثقة، وقد روي في الحديث: «من أعطى الذلة من نفسه طائعاً غير مكره فليس منا».

  فالأدنى إلى الحق، والأقرب إلى النفع، والأرشد في علاج المشاكل، أن يظل المسلم منتصب القامة، مرتفع الهامة، لا تدنيه حاجة، ولا تطويه شدة، يجأر إلى مولاه بالدعاء، ويكشف انكساره لربه وحده، فلا يبدي صفحته لمخلوق، قد فقه قول الله تعالى له: {وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهْوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}⁣[يونس: ١٠٧].

  * * * * *

من خلق المسلم

  إن الناس يذلون أنفسهم ويقبلون الدنية في دينهم ودنياهم لواحد من أمرين:

  إما أن يصابوا في أرزاقهم أو في آجالهم، والغريب أن الله تعالى قد قطع سلطان البشر على الآجال والأرزاق جميعاً، فليس لأحد إليهما من سبيل، فالناس من خوف الذل في ذل، ومن خوف الفقر في فقر، مع أن الإسلام بنى حقيقة التوحيد على الصلة بالله تعالى فيما ينوب، واليأس من الناس فيما لا يملكون فيه على الله شيئاً، ولا يقدمون نفعاً ولا ضراً.