الجناح إلى طريق النجاح،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

الفائدة الثالثة عشرة: في الطريق إلى السلامة

صفحة 56 - الجزء 1

الفائدة الثالثة عشرة: في الطريق إلى السلامة

  وهي في تتميم ما قبلها: الإنسان قد يكون على تمام المعرفة بقدر نفسه، وبما يجب لله تبارك وتعالى من التعظيم والطاعة، غير أنه قد يعتريه النسيان، وتستولي عليه الغفلة، فتستفزه نفسه الأمارة بالسوء فتحمله على الحسد والعجب والكبر، وتورطه في الجرائم واقتراف المآثم.

  والطريق إلى السلامة من ذلك هي ذكر الله سبحانه وتعالى، ومن هنا يقول الله تعالى: {إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ}⁣[العنكبوت: ٤٥] والصلاة - كما روي - فرضها الله لإقامة ذكره، فالذكر هو الذي يقيد النفس، ويكبح جماحها، فإذا حدثت الإنسان نفسه بمعصية الله فليذكرها بقدرة الله وبعذابه ونكاله وما أعده للعاصين، ومن هنا يقول الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ}⁣[الأعراف: ٢٠١] فتذكر عظمة الله وقدرته وعذابه وبطشه، مَطْرَدَةٌ لوساوس الشيطان وهماهم النفس الأمارة بالسوء.

الفائدة الرابعة عشرة: مراعاة المشاعر:

  على المرشد أن لا يصطدم بإمام القرية ومؤذنها إن كان، وأن لا يقلل من معنويتهما، وأن يستبقي مودتهما ويوليهما جل احترامه.

  وإذا كان عندهما بعض الأخطاء فليعلمهما بلين وبرفق وحدهما وبعد تفرق الناس، أما بين الناس فلا ينبغي ولا يصلح، وكل هذا من أجل المصلحة في بقاء الإرشاد سليماً من المعارضة والمقاومة، هذا هو الأرجح، وإن كان الواجب تقديم الأقرأ والأفقه، غير أن الواجب إذا