الفائدة الخامسة عشرة: في التزام الوصية
  عارضته مفسدة راجحة كان الأولى والأرجح درء المفاسد، وهذه قاعدة أصولية قضت بها العقول، وأطبق عليها أهل الأصول.
الفائدة الخامسة عشرة: في التزام الوصية
  على المرشد في أي بلاد كان، أن لا يتجاوز وصية العلماء، وذلك بأن لا يتدخل فيما لا يعنيه، فلا يتدخل في الترويج لمرشح دون مرشح، ولا يستغل وعظه في التنقيص من الحزب الفلاني والتشجيع للفلاني.
  اللازم عليه أن يتقيد بالمهمة التي هو فيها، وذلك تعليم الناس معالم الدين وتذكير الخلق بوعد الله ووعيده، قال الله تبارك وتعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا ٧٠ يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ٧١}[الأحزاب].
الفائدة السادسة عشرة: في الأدب النافع:
  إذا كان أهل المحلة بيوتات شتى، وأهواءهم مختلفة، فمن الحكمة أن لا يظهر الميل إلى أحد البيوتات، بل يجعلهم في منزلة واحدة؛ فإنه إذا أظهر الميل إلى أحدهم حقد عليه الآخر، ولا ينبغي له أن يصدق بعضهم في بعض.
  وعليه أن يظهر اهتمامه بكل منهم، ويكرر في المجالس أنه مرسل إليهم جميعاً، لا أنه مرسل إلى ناس من دون ناس.
  وعليه أن يتحمل ويتصامم عن سماع كلام الجاهلين، ويصبر على أذاهم، فقد جاء في القرآن في وصية لقمان لابنه: {يَا بُنَيِّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ}[لقمان: ١٧]،