الفائدة السابعة عشرة: في المرابطة
  وقال الله تعالى لنبيه ÷: {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ}[الأعراف: ١٩٩]، فليلتزم المرشد بهذه الآداب الإلهية، ويتقيد بأدب القرآن إذا أراد النجاح في عمله، والوصول إلى مرضاة ربه وثوابه.
الفائدة السابعة عشرة: في المرابطة
  إذا كان المعلم في محلة واستمر فيها وأقبلوا إليه وتعلموا وتفقهوا، فلا يدعوه ذلك إلى تركها بحجة أنهم قد تعلموا فقه الطهارة والصلاة، بل الأولى أن يستمر فيهم، وأن يوليهم جل اهتمامه، وأن ينتهز فرصة إقبالهم.
  فإن حالت بينه وبينهم الأعذار التي قطعت عليه الاستمرار فيهم، فإن من اللازم عليه أن يتعاهدهم أسبوعياً أيام العطلة يذكرهم ويعظهم ويعلمهم ويرشدهم، فإن الشجرة إذا لم يتعاهدها صاحبها في أيامها الأولى بالسقي والعناية بها ذبلت ويبست وتفتت، وذرتها الرياح، وهكذا شجرة العلم التي يغرسها المرشدون.
الفائدة الثامنة عشرة: في التخفيف والتيسير
  مما يليق بالمرشد ويجدر به أن يخفف على الناس في وقت التعب أو وقت الشغل والضجر، فلا يطول في الصلاة والراتب، وأن يجعل ذلك على حسب الحال، ولا يؤخر صلاة العشاء، بل يصليها في أول الوقت، وذلك لما عليه أهل القرى والبوادي من التعب في النهار، ومن أراد القراءة فيمكن استدراك ذلك بعد صلاة العشاء، وكذلك ينبغي التخفيف في كل الصلوات، فإذا أحس بالرغبة فلا بأس، ولا ينبغي أن يستنكر على من